وَصَلاَةُ الكُسُوفِ سُنةٌ مُؤَكَّدَةٌ، فَإنْ فاتَتْ لَمْ تُقْضَ، ويُصَلِّي لِكُسُوفِ الشَّمْسِ وخسُوفِ القَمَرِ رَكْعَتَينِ في كُلِّ رَكْعَةٍ قِيامانِ، يُطِيلُ القِراءةَ فَيهِما، ورُكُوعانِ يُطِيلُ التَّسْبِيحَ فيهِما، دُونَ السُّجُودِ، ويخْطُبُ بَعْدَهمَا خُطْبَتَينِ، ويُسِرُّ في كُسُوفِ الشَّمْسِ، ويَجْهَرُ في خُسُوفِ القَمَرِ.
(فَصْلٌ): وَصَلاةُ الاسْتِسْقاءِ مَسْنُونَةٌ، فَيَأْمُرُهُمُ الإِمامُ بِالتَّوِبَةِ والصَّدَقَةِ والخُرُوجِ مِن المَظالِمِ، ومُصالَحَةِ الأعْداءِ، وصِيامِ ثَلاثَةِ أيّامٍ، ثُّمَّ يَخْرُجُ بِهِمْ في اليَوْمِ الرّابِعِ، في ثِياب بِذْلَةٍ، واسْتِكانَةٍ، وتَضَرُّعٍ، ويُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَتَينِ كَصَلاةِ العِيدَينِ، ثُّمَّ يَخْطُبُ بَعْدَهُما، ويُحَوِّلُ رِداءهُ، وَيَجْعَلُ أَعْلَاه أَسْفَله، ويُكْثِرُ مِن الدُّعاءِ والاسْتِغفَارِ، ويَدْعُو بِدُعاءِ رَسُولِ اللهِ وهو: «الَّلهُمَّ سُقْيا رَحْمَةٍ، لا سُقْيا عَذابٍ، ولا مَحْقٍ، ولا بَلاءٍ، ولا هَدْمٍ، ولا غَرَقٍ، الَّلهُمَّ على الظِّرابِ والآكامِ، ومَنابِتِ الشَّجَرِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، الَّلهُمَّ حَوالَينا، ولا عَلَيْنا، اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا مَرِيعًا سَحًّا عامًّا غَدَقًا طَبَقًا مُجَلِّلًا دائِمًا، اللَّهُمَّ اسْقِنا الغَيْثَ ولا تَجْعَلْنا مِنْ القانِطِينَ، اللَّهُمَّ إنَّ بالعِبادِ والبِلادِ مِنْ الجَهْدِ والجُوعِ والضَّنْكِ ما لا نَشْكُو إلّا إلَيْك، اللَّهُمَّ أنْبِتْ لَنا الزَّرْعَ، وأدِرَّ لَنا الضَّرْعَ، وأنْزِلْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِ السَّماءِ، وأنْبِتْ لَنا مِنْ بَرَكاتِ الأرْضِ، واكْشِفْ عَنّا مِن البَلاءِ ما لا يَكْشِفُهُ غَيْرُك، اللَّهُمَّ إنّا نَسْتَغْفِرُك إنَّك كُنْت غَفّارًا، فَأرْسِل السَّماءَ عَلَيْنا مِدْرارًا» ويَغْتَسِلُ في الوادِي إذا سالَ، ويُسَبِّحُ لِلرَّعْدِ والبَرْقِ.