الدورة:
الحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
وقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾
وقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وقال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ. كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.﴾
قالَ رسُولَ اللَّه ﷺ: ﴿مَنْ رَأَى مِنْكُم مُنْكراً فَلْيغيِّرْهُ بِيَدهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطعْ فبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلبهِ وَذَلَكَ أَضْعَفُ الإِيمانِ﴾ رواه مسلم.
قال ﷺ: ﴿إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ لَا يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابِهِ﴾.
المعروف: اسم جامع لكلّ ما عرف من طاعة الله والتّقرّب إليه، والإحسان إلى النّاس، وكلّ ما ندب إليه الشّرع، ونهى عنه من المحسّنات والمقبّحات.
المنكر: كل ما قبّحه الشّرع وحرّمه ونهى عنه.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على من رآه وعلم به قدر استطاعته، وهو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله به النبيين، ولو أهمل عمله لفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشرى الفساد وهللك العباد … وينبغي للآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر أن يرفق ليكون أقرب إلى تحصيل المطلوب، وقد قال الشّافعيّ «من وعظ أخاه سرّا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه»،
o القيام بأوامر الله الله تعالى، حيث إنه أمر عباده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل أمر من الله عبادة. وهو سبب النّجاة في الدّنيا والآخرة.
o هو سبب أفضليّة هذه الأمّة. لقوله تعالى كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
o يزيل عوامل الشّرّ والفساد من حياتها ويقضي عليها أوّلا فأوّلا حتّى تسلم الأمّة وتسعد.
o يثبّت معاني الخير والصّلاح في الأمّة. ويحرس آداب الأمّة وفضائلها وأخلاقها وحقوقها ويجعل لها شخصيّة وسلطانا هو أقوى من القوّة وأنفذ من القانون.
o يبعث الإحساس بمعنى الأخوّة والتّكافل والتّعاون على البرّ والتّقوى واهتمام المسلمين بعضهم ببعض.
o وهو سبب للنّصر والتّمكين في الدّنيا.
o أن يقوم بتغير المنكر من لا علم عنده بما يحل ويحرم، وما هو منكر وما هو ليس بمنكر، فإنه يفسد أكثر مما يصلح
o أن يقوم بتغيير المنكر من ليس عنده حكمة، ووضع الأمور في مواضعها وترتيب للأولويات، فقد يقوم بإنكار منكر صغير وهناك ما هو أكبر منه، أو يقوم بإنكار منكر يخلفه منكر أكبر منه.
o تغيير المنكر بطريق العنف والشدة، فلا بد للأمر أن يكون رفيقاً فيما يأمر به أو ينهى عنه.