عَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعتُ رِسُولَ اللهِ ﷺ يَقولُ: مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ رواه مسلم.
المفردات:
رأى: علم. منكم: معشر المسلمين المكلفين.
منكرا: شيئا قبحه الشرع فعلا وقولا، ولو صغيرا. متفق على نكارته
فليغيره: فليزله. بيده: حيث كان مما يزال بها، ككسر آلة لهو، وآنية خمر.
فإن لم يستطع: الإنكار بيده، لكون فاعله أقوى منه، ويلحقه الضرر بالتغيير باليد.
فبلسانه: بالقول: كالتذكير، أو بالتوبيخ.
فإن لم يستطع: ذلك بلسانه لوجود ما نع، كخوف فتنة، أو خوف على نفس، أو نحو ذلك. فبقلبه: ينكره وجوبا بأن يكرهه به، ويعزم أنه لو قدر يقول، أو فعل لقال وفعل. وذلك: الإنكار بالقلب. أضعف الإيمان: أقله ثمرة.
يستفاد منه:
1 – وجوب تغيير المنكر بكل ما أمكنه مما ذكر، فلا يكفي الوعظ لمن تمكنه إزالته بيده، ولا القلب لمن تمكنه إزالته باللسان.
2 – أن الإنكار إنما يتعلق بتحقيق الشيء، وليس على الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر اقتحام الدور بالظنون، إلا إذا أخبره من يثق بقوله: أن رجلا خلا برجل ليقتله، أو بامرأة ليزني بها، أو نحو ذلك مما لا يتدارك، فإنه يجب عليه البحث خوف الفوات.
3 – أن من قدر على خصلة من خصال الإيمان، وفعلها أفضل ممن تركها عجزا، كما يدل عليه أيضا قوله ﷺ في النساء: أما نقصان دينها فإنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي، فدل على أن من قدر على الواجب وفعله أولى، وأفضل ممن تركه عجزا، أو معذورا.
أن عدم إنكار المنكر بالقلب دليل على ذهاب الإيمان منه، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر