المنهاج
الدورة: الحديث الشريف
تسجيل الدخول

Curriculum

الحديث الشريف

0/42
Text lesson

16- إِذا لَم تَستَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئتَ

16- إِذا لَم تَستَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئتَ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنْ رَجُلًا قَال للنَّبِيِّ ﷺ أَوْصِنِي. قَال: “لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَال: لا تَغْضَبْ”. رَوَاهُ البُخَارِيُّ

المفردات:

رجلا: لعله أبو الدرداء،

أوصني: وصية وجيزة جامعة لخصال الخير.

لا تغضب: لا تتعرض لما يجلب الغضب، ولا تفعل ما يأمرك به.

فردد: كرر ذلك الرجل قوله   أوصني   يلتمس أنفع من ذلك، أو أبلغ أو أعم.

مرارا: في رواية عثمان بن أبي شيبة بيان عددها، فإنها بلفظ   لا تغضب ثلاث مرات  .

قال: النبي ﷺ  له في المرة الثانية والثالثة.

لا تغضب: فيه بتكرارها على عظيم نفعها وعمومه.

يستفاد منه:

1 – معالجة كل ذي مرض بما يناسب مرضه، إن صح أن النبي ﷺ  خص هذا الرجل بهذه الوصية. لأنه كان غضوبا.

2 – التحذير من الغضب فإنه جماع الشر، والتحرز منه جماع الخير، وفي هذا الوصية استجلاب المصلحة، ودرء المفسدة ما يتعذر إحصاؤه، فإن الغضب يترتب عليه من المفاسد تغير الظاهر والباطن والأثر القبيح في اللسان، أما تغير الظاهر، فبتغير اللون والرعدة في الأطراف، وخروج الأفعال من غير ترتيب، و تحول الخلقة، بحيث لو رأى الغضبان نفسه لا ستحيا من قبح صورته، وأما الباطن أشد، لأنه يولد الحقد في القلب والحسد، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه، بل تغير ظاهره ثمرةتغير باطنه، وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحى منه العاقل، ويندم قائله عند سكون الغضب، ويظهر أثر الغضب أيضا في الفعل بالضرب أو القتل، وإن فات ذلك بهروب المغضوب عليه رجع الغضبان إلى نفسه فيمزق ثوبه، ويلطم خده، وربما سقط صريعا، وربما أغمى عليه، وربما كسر الآنية، أو ضرب من ليس له جريمة في ذلك.

3 – الأمر بالأخلاق التي إذا تخلق بها المرء وصارت له عادة دفعت عنه الغضب عند حصول أسبابه، كالكرم والسخاء، والحلم والحياء، والتواضع والاحتمال، وكف الأذى، والصفح والعفو، وكظم الغيظ والشر، ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة.

 

 

This website uses cookies and asks your personal data to enhance your browsing experience. We are committed to protecting your privacy and ensuring your data is handled in compliance with the General Data Protection Regulation (GDPR).