المنهاج
الدورة: الايمان
تسجيل الدخول
Text lesson

الايمان بالكتب

الايمان بالكتب

 

      وهي الكتب والصُّحُفُ التي حوت كلامَ اللهِ تعالى الذي أوحاه إلى رسُلِه عليهم السَّلامُ، سواءٌ ما ألقاه مكتوبًا كالتوراةِ، أو أنزله عن طريقِ جبريل الأمين على الوحي.

      والإيمانُ بكُتُبِ اللهِ التي أنزلها على رُسُلِه عليهم السَّلامُ ركنٌ عظيمٌ من أركانِ الإيمانِ، فلا يصح الإيمانُ مِن الا بالإيمان بالكتب.

      وقال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا.

      قَولُ اللهِ تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 

      فالواجِبُ في الإيمانِ بالأنبياءِ والكُتُبِ أن يُؤمَنَ بهم على وَجهِ العُمومِ والشُّمولِ، ثمَّ ما عُرِف منهم بالتفصيلِ وجب الإيمانُ به مُفَصَّلًا

      والإيمانُ بالكُتُبِ المُنَزَّلةِ أمرُ متَّفَقٌ على وُجوبِه وكُفرِ تارِكِه. كذلك وجوبُ الإيمانِ والتصديقِ بجميعِ ما جاءت به الرُّسُلُ من عندِ اللهِ، وبجميعِ ما قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فهو حقٌّ لازمٌ، فلو أنَّ رجلًا آمن بجميعِ ما جاءت به الرُّسُلُ إلَّا شيئًا واحدًا، كان برَدِّ ذلك الشَّيءِ كافرًا عند جميعِ العُلَماءِ

الإيمانُ بأنَّها دَعَت كُلُّها إلى الحَقِّ وجاءت بالخيرِ والهدى.

      قال اللهُ تعالى: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ. مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ 

      أنزل اللهُ القُرْآنَ والتوراةَ والإنجيلَ هُدًى للنَّاسِ مِن الضَّلالِ، فمن قَبِل هدى الله فهو المهتَدِي، ومن لم يقبَلْ ذلك بَقِيَ على ضلالِه وقال اللهُ عَزَّ وجَلَّ في شَأنِ التوراةِ: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ . أي فِيهَا هُدًى يهدي إلى الإيمانِ والحَقِّ، ويَعصِمُ مِنَ الضَّلالةِ وَنُورٌ يُستضاءُ به في ظُلمِ الجَهلِ والحَيرةِ والشُّكوكِ، والشُّبُهاتِ والشَّهواتِ

      وقال اللهُ تعالى في شَأنِ الإنجيلِ: وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ أي: هُدًى إلى الحَقِّ، ونورٌ يُستضاءُ به في إزالةِ الشُّبُهاتِ وحَلِّ المُشكِلاتِ

      وقال اللهُ سُبحانَه في شَأنِ القُرْآنِ: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 

الإيمانُ بما سَمَّى اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِن كُتُبِه على وَجهِ التعيينِ

      والكُتُبُ المُسَمَّاةُ في القُرْآنِ على وَجهِ الخُصوصِ خَمسةٌ، وهي: صُحُفُ إبراهيمَ، والتوراةُ، والإنجيلُ، والزَّبورُ، والقُرْآنُ. وتؤمِنَ بأنَّ لله سوى ذلك كُتُبًا أنزلها على أنبيائِه، لا يَعرِفُ أسماءَها وعَدَدَها إلَّا الذي أنزلها، وتؤمِنَ بالفُرقانِ،

      والايمان بالقرآن يقتضي اعتقاد صحة كل ما جاء فيه واتباعه في كل ما أرشد وهدى،

      اما الايمان بغيرِه من الكُتُبِ المنزلة فهو إقرارُ به بالقَلبِ واللِّسانِ، ولا يقتضي اتباع ما فيه لسببين أولهما عدم الجزم ببقاء هذا النص سالما من التحريم. ثانيهما ان القرآن ناسخ لكل ما نزل قبله من الكتب

      كما نؤمن ان القرآن ناسخ لكل ما قبله يحتوي كل ما يريده الله منا فلا حاجة لنا لما سواه

      وأنَّه لا يَسَعُ أحدًا من الإنسِ أو الجِنِّ، لا من أصحابِ الكُتُبِ السَّابقةِ، ولا من غيرِهم، أن يَعبُدوا اللهَ بعد نُزولِ القُرْآنِ بغيرِ ما جاء فيه، أو يتحاكَموا إلى غيرِه.

      وأنَّه لا يأتي كِتابٌ بَعْدَه، ولا مُغَيِّرَ ولا مُبَدِّلَ لشَيءٍ من شرائعِه بَعْدَه، وأنه ليس لأحدٍ الخروجُ عن شيءٍ من أحكامِه، وأنَّ من كَذَّب بشَيءٍ منه من الأُمَمِ الأولى فقد كَذَّب بكِتابِه، كما أنَّ من كذَّب بما أخبر عنه القُرْآنُ من الكُتُبِ فقد كذَّب به، وأنَّ من اتَّبَع غيرَ سَبيلِه ولم يقتَفِ أثَرَه،

الإيمانُ بأنَّ كُتُبَ اللهِ يُصَدِّقُ بَعضُها بعضًا فلا تناقُضَ بينها ولا تعارُضَ

قال اللهُ تعالى في شَأنِ القُرْآنِ: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ مُصَدِّقًا للكُتُبِ قَبلَه، وشهيدًا عليها أنَّها حَقٌّ من عند اللهِ، أمينًا عليها، حافظًا لها

وقال اللهُ سُبحانَه في شَأنِ الإنجيلِ: وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ أي: متَّبِعًا لها، غيرَ مخالفٍ لِما فيها، إلَّا في القليلِ ممَّا بَيَّن لبني إسرائيلَ بَعضَ ما كانوا يختَلِفون فيه

وجوبُ اتِّباعِها والعَمَلِ بها والانقيادِ إليها على من نزلت عليهم

الإيمانُ بما أُنزِلَ عليه يعني مُحَمَّدًا ﷺ   يقتضي قَبولَه واتِّباعَه والعَمَلَ به على ما يَلزَمُه ويدعو إليه. والإيمانُ بما أُنزِلَ قَبلَه لا يقتضي إلَّا الاعترافَ بأنَّها كانت من عندِ اللهِ، وكانت في أوقاتها حقًّا وصِدقًا، واتِّباعُها واجِبًا للمتعَبَّدين المخاطَبينَ بها، كما أنَّ الإيمانَ به يقتضي الإيمانَ بقَبولِ ما جاء به واتِّباعَه في عامَّةِ ما أمر به، ويدعو إليه

 

 

 

This website uses cookies and asks your personal data to enhance your browsing experience. We are committed to protecting your privacy and ensuring your data is handled in compliance with the General Data Protection Regulation (GDPR).