بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تشرك بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
قال تعالى. {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}
وقال. {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
o وقد وصفه الله تعالى بالظلم العظيم فقال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
o كما أنه محبط للأعمال، {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
o وقال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}
o كما قال رسول الله ﷺ «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة.
ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النّار».
o قال رسول الله ﷺ: «اجتنبوا السّبع الموبقات، قيل: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: «الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل مال اليتيم، وأكل الرّبا، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات».
والشرك هو أن يتخذ لله ندا يدعوه كما يدعو الله ويسأله كشف الضر وجلب الخير فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه.
فإذا صرف العبادة كلها او بعضها ﴿كالدعاء والنذر والذبح والطواف﴾ الى غير الله أحياء كانوا او امواتا فإن ذلك كله شرك. مخرج من الإسلام. محبط للأعمال، من مات عليه فهو في نار جهنم خالدا فيها. وان تعلل البعض بأنهم أولياء صالحين أو حتى انبياء مقربين. وبنوا عليها الاضرحة واقاموا عليها المقامات.
وله انواعاً عديدة وصوراً مختلفة. منها شرك الدعاء، لقول النبي ﷺ: «الدعاء هو العبادة» فمن صرفها لغير الله فقد أشرك.
ومنها أيضا منه شرك المحبة ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله﴾
ومنها شرك النية والإرادة والقصد، وذلك أن ينوي بأعماله الدنيا أو الرياء أو السمعة، إرادة كلية كأهل النفاق الخلص، ولم يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، فهو مشرك الشرك الأكبر، أو دون ذلك وهو
الشرك الأصغر ومنه الرياء وهو أن يقصد العبد بعبادته عَرَضَ الدنيا، من تحصيل جاه أو نيل منزلة، وقليله لا يخرج صاحبه من الملة لكنه ذنب عظيم، ويجعل صاحبه متعرضا للوعيد الشديد والعذاب الأليم الا ان يتوب او يغفر الله له.
وقال رسول الله ﷺ: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ يا رسول الله، قال: الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة: إذا جُزِيَ الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء».